التاريخ

أصل الكلمة

يعود أصل  اسميّ بكفيا والمحيدثة إلى اللغة الآرامية (السريانية). فبكفيا تتألف أساسًا من كلمتين: "بيت" و"كيفا"، أي  "البيت الحجري" أو "بيت الصخرة". أما المحيدثة أو المحيتة، فترمز باللغة الآرامية إلى التجدد، في إشارة إلى قرية متجددة.


السكان الأولون

يذكر المؤرخ الألماني "روهينجر" في كتابات عدّة له أن المسيحيين الأولين، الذين عُرفوا فيما بعد بالمردة، كانوا أول من استقرّ في منطقة بكفيا وبحرصاف حوالي سنة 679.
ولمّا كانوا يسعون إلى الهروب من المجازر التي كانوا ضحاياها، وجدوا ملاذًا طبيعيًا لهم في هذه المنطقة بفضل تضاريسها التي يستحيل تقريبًا الوصول إليها.
وقد شهدت بكفيا في حينها فترة ازدهار كبير، وتحوّلت معقلًا للأمراء الموارنة حتى سنة 1305 حين اجتاح المماليك المنطقة ودمروها بالكامل.

1540-1836

سنة مفصلية
سنة مفصلية

كان لا بد من انتظار استلام الأمراء العسافيين زمام السلطة سنة 1540 كي تشهد منطقة بكفيا المحيدثة عودة السكان إليها واستئناف النشاطات فيها. وهكذا غادرت عائلات كثيرة مسقط رأسها لتسكن في بكفيا وتستقر فيها، ومنها عائلة الجميل التي غادرت بلدتها جاج سنة 1545 وشيّدت كنيسة مار عبدا حيث تقوم الكنيسة اليوم.
وتوالى بناء الكنائس في ما بعد: كنيسة مار مخايل التي شيّدت سنة 1592، وكنيسة مار جرجس للروم الملكيين الكاثوليك التي بُنيت سنة 1750، ودير سيدة النجاة الذي أسس سنة 1836 وكنيسته التي بُنيت سنة 1858.

1840 - 1860

بكفيا تدخل تاريخ لبنان
بكفيا تدخل تاريخ لبنان

تُعتبر سنة 1840 سنة مفصلية في تاريخ بكفيا التي أصبحت خلال حكم أمراء أبي اللمع، عاصمة القائممقامية المسيحية. وبنى الأمير حيدر أبي اللمع فيها سرايا كبيرا تحوّل مقرًّا للحكومة حينها.
وقد جُدد هذا السرايا سنة 1982  في عهد الرئيس أمين الجميل الذي حوّله قصرًا رئاسيًا، وصنّف إرثا ثقافيًا. وهو يعتبر حاليا ثروة تاريخية وهندسية للبلدة.
وبرغم المجازر التي شهدتها سنة 1860 وكل ما نتج عنها، استمرّت منطقة بكفيا- المحيدثة في التوسّع اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا. وهكذا تم افتتاح طريق بكفيا – انطلياس سنة 1880، وقد تلا ذلك بعد سنوات شق طريق فرعية بين بكفيا وضهور الشوير، وتقاطع طرق بكفيا – بيت شباب.

1889

المجلس البلدي الأول
المجلس البلدي الأول

أبصر أول مجلس بلدي النور سنة 1889 وانتخب الدكتور أمين الجميل رئيسا للبلدية. وقد نفذ عدد كبير من مشاريع البنى التحتية خلال عهده.

1914 - 1918

السنوات السوداء
السنوات السوداء

لم توفّر الحرب العالمية الأولى البلدة التي قام الجيش التركي بتدمير قسم كبير منها وقتل عدد كبير من سكانها. أمّا الناجون منهم، فواجهوا أسوأ المآسي التي شهدها لبنان يوما: فقد عمّت المجاعة بسبب  أمواج الجراد التي غزت الجبال وقضت على حقول المزروعات مسببة موت الآلاف ممن قضوا جوعا. 

1935 - 1942

حقبة الانتداب الفرنسي
حقبة الانتداب الفرنسي

لقد تسنى لقرية بكفيا-المحيثة أن تتنفّس الصعداء مجددًا خلال حقبة الانتداب الفرنسي وتزدهر مجددًا. فأعيد بناء المنازل وأسس فيها عدد كبير من المؤسسات التجارية والصناعية  التي جذبت بدورها حركة اقتصادية. كما تطور القطاع السياحي فيها تطورًا ملحوظًا ما خلق فرصًا جديدة في قطاعات الفنادق والمطاعم والخدمات. وتحوّلت القرية مجددًا قطبًا ثقافيًا يقدّم مناسبات ذاع صيتها وتخطى حدود القرية، مثل مهرجان الزهور الذي حضره الجنرال ديغول شخصيا سنة 1942.
كما كان للسياسة حصة مهمة في تلك الحقبة التي شهدت ولادة حزب الكتائب الذي أسسه السيخ بيار الجميّل سنة 1935، فضلا عن أحزاب سياسية أخرى. 
من سنة 1943 حتى يومنا هذا
الواقع أن بكفيا الكبرى المؤلفة من بحرصاف، ساقية المسك، بكفيا والمحيدثة، قد استمرّت بالتوسّع اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وديموغرافيًا...
وفي سنة 1964 قسمت بكفيا الكبرى إلى بلديتين: تجمع الأولى بحرصاف وساقية المسك في حين تجمع الثانية بكفيا والمحيدثة. وفي سنة 1982، عادت بكفيا لؤدي دورها على الساحة السياسية وقد اتّخذ الرئيس أمين الجميل من سرايا بكفيا مقرًّا للقصر الجمهوري حتى نهاية عهده سنة 1988.

Of 1943 in our days

من 1943 إلى يومنا هذا
من 1943 إلى يومنا هذا

هي أكبر من القرية وأصغر من المدينة، وتبقى بكفيا، منطقة استجمام فريدة من نوعها في المتن وعنوانًا حتميًا يقصده الزوار. ومع استئناف النشاطات الثقافية، وبخاصة المهرجانات التي أطلقتها البلدية عام 2010، تعود بكفيا لتكون على سابق عهدها مكانا يطيب العيش فيه. الجغرافيا